من تشرين الى تموز

مررت الأمس في شارع الحرية فسمعت ندى تحدث امل عن ما رأته في حلمها فقالت لها على ضفة ذاك النهر شاهدت ثلاث وردات يتحاورن ويتباهين بأصولهن .
أخذت البيضاء تتمايل وتتباهى بجمالها وشدة نصعها وبأنها تبهي النفوس وتشك في الرؤوس وتزين المنازل وترمز للصفاء والنقاء وتوقعت أن تصبح رمزا للسلام والصداقة والطفولة .
عندها انتفضت الوردية وأخذت تويجاتها ترقص فرحا أن البيضاء لم تذكر ان تنسب لنفسها أحلام الطفولة فقالت لست ابهى مني ولست الاجمل ....انني اضاهيك جمالا ورقة ...ان رمزت للصفاء والنقاء فانا ارمز للحلم الجميل وان زينت المنازل فانا ازين المروج الواسعة والجبال الشامخة .وزاد التحدي بينهما .
عندها ازداد احمرار تلك الوردة الحمراء خجلا من غرور صديقتيها و تعاليهن واستصغارهن فقالت لهن متى كان مولدكن ؟ قالتا في كل ربيع نستيقظ ونتجدد . تهتم بنا الفتيات الجميلات و الشبان والعصافير والمروج التي تشتاق الينا .تستقبلنا ...قالت وبعد ؟.
ماذا !.... حدثينا انت متى تستيقظ ....!
قالت :كنت مثلكم قبل تشرين وقبل تموز استيقظ في الربيع فقط مثلكم .ولكن اصبحت استيقظ في السادس من تشرين في كل عام إحياء لمن رواني بدمه ووهبني شيئا من روحه . وكذلك في تموز الأوفياء الأتقياء الصادقون وعدهم .كما استيقظ معكم في كل ربيع .انا ان كنت جميلة يعود الى نقاء دم الشهداء وان كنت فواحة فهذا يعود الى طهارة ارواحهم وان كنت رمزا للمحبة هذا جزء صغير من حبهم لوطنهم عندها مد النهر لها جدولا واخذت ذرات التراب تتدحرج اليها متسارعة ليباركونها انها لم تنسى من رواها ايام الظمأ وتقدمت صديقتيها حانيتي الرأس وقالتا نحن من بعدك فلولا الشهادة لا سلام ولاصفاء ولا احلام كم هو جميل حلم ندى والأجمل هو حوار الصديقات ومثولهن للحق.


فردوس