متى نبتعد عن السلفية في افكارنا .؟

جبران جمول 8/7/2016, 11:12 am

الفكر الذي لا يطور نفسه مع متغيرات الزمن فاشل ومصيره الانتهاء, الأديان والحركات الفكرية هي ناتج إنساني بحت , وما ينطبق على الأفكار الدينية ينطبق على الأحزاب , وخاصة الأحزاب التي تحمل أفكار لا يمكن تطبيقها وتعتمد على فكرة محددة وتعتبرها شيء لا يمكن تغييره , الأحزاب القومية والتي اعتبرت أن القومية العربية أساس وهدفها وحدة العرب دون النظر إلى واقع حقيقي بوجود قوميات أخرى تشاركها نفس الوطن , فكان الانتماء أولا إلى العروبة بتغيير حقائق التاريخ وجعل المنطقة بأساس عرقي عربي , ناكرة وغير معترفة بالأصول الموجودة سابقا والمحافظين على قوميتهم, حيث بذرت أسس الشقاق في المبدأ , باستعداء القوميات الأخرى واستعدت الدول الأخرى بفكرها , استعدت القوميات الأخرى بإلغائهم , واستعدت الدول الأخرى بهدف توحيد وإلغاء سلطة الحكام الموجودين في تلك الدول مما جعلهم أعداء لا يؤمن جانبهم واكبر مثال اجتثاث البعث في العراق وقبلها إنهاء الحزب الناصري في مصر , وأخيرا وليس آخرا الإحداث في سوريا ودعم جميع الحركات المتطرفة ضد الدولة لإسقاطها , ومع ذلك ما زالت قيادات الحزب متمترسة خلف تلك الأفكار التي تستعدي الجميع ولا تتطور مع المتغيرات , أدخلوا في عقولنا جمال الوحدة العربية والآن نبكي على وحدة أراضي سوريا (سايكس بيكو) وقد لا نحصل عليها , وما زالوا يفكرون بوحدة الأمة العربية , الفلسطينيين يسعون إلى مصالحة مدعومة من جميع دول العالم وخاصة العربي وما زلنا نفكر بإنهاء إسرائيل ونناضل ونستعدي حتى الفلسطينيين في إرادتهم , متى نتحرر من السلفية الفكرية , ومن السلفية الدينية ...ليس لنا حل سوى العلم ودراسة الواقع والتماشي مع التطورات والابتعاد عن التزمت الفكري وتطوير افكارنا لتناسب حاضرنا وتبني للمستقبل , فما من امة عاشت في التاريخ الا تراجعت فكيف اذا كان هذا التاريخ اغلبه مزور ولا يمت الى الحقيقة بصلة .
الغاية ليست حزب او فكر ديني ...الغاية هي بناء وطن للجميع يتساوى به جميع اطيافه المتعددة بقانون ودستور لا يفرق بينهم ويعدل بينهم ويرتضيه الجميع .