هل تعلَّم القادة العرب الدروس

قتل بن لادن وعلى يد من قتل ,ولماذا قتل اذا كان قد قتل حقيقة؟
لا يختلف اثنان على مدى الخدمات التي قدمها بن لادن لأمريكا , فمن بداية عهده وظهور اسمه كان مواليا لأمريكا وحلفاءها من الدول العربية الاسلامية المتشددة في محاربة الشيوعية والتدخل السوفيتي في افغانستان , وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وخروجه من افغانستان اوجدت امريكا لنفسها عدوا جديدا ,التطرف الاسلامي الذي قاده بن لادن بالقاعدة التي تزعمها , وتوالت تدخلات امريكا في جميع دول العالم بحجة محاربتها للإرهاب الاسلامي المتشدد الذي يمثله بن لادن ,حيث تدخلت عسكريا في افغانستان والعراق بحجتين القاعدة والاسلحة المحرمة دوليا , وهكذا توالت تدخلاتها المباشرة او غير المباشرة في المناطق الحساسة والتي لديها فيها مصالح .
امريكا لم تتورع يوما عن ترك ومعاقبة اقرب المقربين لها حين تتعرض مصالحها لأي اهتزاز فلقد تخلت سابقا عن انور السادات عندما ازداد الغضب الشعبي المصري منه وبعد ان نفذ كل مخططاتها فسهلت عملية اغتياله وسلمت حسني مبارك حيث قام بالدور المطلوب منه ودون تردد او رفض لأنه كان على علم بما حدث لصاحبه وعند انهاء دوره من الشعب المصري , كان ظاهرا للجميع كيف تلونت امريكا وتحولت الى داعم للثورة ورافضة لتصرفات الرئيس السابق هذا التلون الحربائي حسب المصالح الامريكية يدعم فكرة انتهاء دور بن لادن المرسوم له , فلقد احترقت اوراقه واصبحت قصة بن لادن واسطورة الارهاب الاسلامي للقاعدة مسلسل ممل , واحست امريكا ان هذا المسلسل لم يعد مقبولا من الشعوب العربية التي مورس عليها الكثير من الارهاب باسم الارهاب , وتسلط زعمائها المرتبطين بالسياسة الامريكية في المنطقة .
وهنا السؤال الخطير الذي يجب ان نسال انفسنا .... من هو ممثل امريكا الجديد في العداء لها والذي سوف يقوم بدور بن لا دن او الانظمة الموالية لأمريكا والتي تقف على شفا الهاوية والتي كانت تمرر لأمريكا المخططات وتنفذها دون تردد ؟
قد نتوقع ان يكون سعد الحريري .. وهذا قريب من المستحيل فلقد انفضح دوره منذ البداية وليس له تلك المصداقية لدى امريكا ولكنها ما زالت تناور بوجوده فيه , او نتوقع بندر بن سلطان وهو كزميله في المؤامرات اكثر اوراقه مكشوفة ومحروقة , الملوك والرؤساء العرب التابعين لأمريكا في سياساتها وعلى الاغلب تستشرف الرفض الشعبي لهم في بلادهم وتستشرف نهايتهم , لا اظن ان امريكا تعول كثيرا على هذه القوى الا في المرحلة الحالية , فهي لا يسيئها ان تكشف اوراقهم وتفضحهم امام الثورات العربية التي حدثت وستحدث في بلدانهم , لأنها وعلى اغلب الظن تعول على احتواء الثورات في البلدان التي حدثت فيها الثورات كما تحاول في مصر وتونس وتتدخل في ليبيا لتستثمر هذه الثورة من مهدها لتستفيد الفائدة الكبرى من خلالها ان لم تكن هي من اجج نارها في ليبيا .
علينا الوعي جميعا لحقيقة ان امريكا بنيت على دماء الهنود الحمر بإبادتهم ولا تهمها مصالح الشعوب الاخرى ولا دمائهم لفرض مصالحها ومطامعها فشعب بلا تاريخ ولا حضارة كالشعب الامريكي يبحث عن التاريخ والحضارة بدم شعوب الحضارات .