مصالح الكبار تتوافق باستغلال الصغار

جبران جمول 26/9/2009, 1:32 pm

الردع هو عنوان العصر ... وكيف يكون الردع ولمن .. عندما تنهض أي دولة ضعيفة ساعية لرفع إمكانياتها في الدفاع أو العمل لمصلحة شعوبها وحماية أراضيها وثرواتها , تبدأ الدول القوية برسم الاتهامات والتخطيط لضرب هذه الدولة لمنعها من فعل ذلك , فلا يوجد في العالم الآن، سوى إيران تهدد السلم العالمي والأمن العالمي والتي تهدد بقوتها مصالح القوى العالمية في نفط الخليج كما تهدد مصالح إسرائيل في المنطقة , وهذا من المحرمات الدولية , عندما رفضت روسيا الدرع الصاروخي الذي اوجد من اجل ردع روسيا وإيران من خطر وهمي فقط موجود في عقول هؤلاء الكبار , تراجعت أمريكا عن وضع هذا الدرع في المناطق المجاورة لروسيا بحجة أن هذا الردع غير فعال , ولمعرفة هذه الدول انه لو نشبت مثل هذه المعارك فان المتضرر من هذا الردع هذه الدول , فعندما يتم إسقاط تلك الصواريخ باعتراضها بصواريخ أخرى ستكون النتيجة أن الحمولة لتلك الصواريخ المتفجرة سوف تسقط في تلك البلدان وتسبب الأضرار في مكان سقوطها , فهذا الردع سوف يمنع الضرر عن البلدان الموجهة لهم تلك الصواريخ ولكنها سوف تضر البلدان التي تحوي قوة الردع تلك , وهذه التجربة عانت منها إسرائيل عندما اعترضت صواريخ العراق التي أطلقها صدام على تل أبيب , وهنا أصبحت مشكلة يجب أن يوجد لها الحل فبلاد أوربا وشعوبها هي من الدرجة الأولى والتي يجب الحفاظ عليهم وإبعادهم عن الأخطار فما هو الحل لوضع الردع وإبعاد الأضرار عن بلدان الدرجة الأولى في الإنسانية بنظرهم .

الحل بسيط يجب إقناع دول الخليج أن الخطر الحقيقي في المنطقة هو إيران في أطماعها في الخليج وبلدان المنطقة , وكيف سيكون الردع والحماية لهذه الدول الضعيفة , والتي تخاف عليها كثيرا الدول العظمى وتحتضنها كالأم الرءوم التي تخاف على أبنائها , الحل لا يكون إلا بوضع أدوات الردع هذه في المنطقة الخليجية حيث ستقوم هذه الصواريخ الرادعة بمنع الخطر عن إسرائيل وهي الهدف الأسمى في المنطقة وسيكون ضرر الاعتراض لهذه الصواريخ يقع بالكامل على شعب الخليج الذي يعتبر بنظرهم من أدنى درجات الشعوب وبموتهم لا تتأثر الإنسانية بل فقدانهم يفيد إنسانيتهم الهزيلة البعيدة عن الإنسانية والجارية لاستغلال الشعوب الفقيرة واستنزاف طاقاتهم ومواردهم .

ومن جهة أخرى سوف يتم نقل أي حرب قادمة إلى أراضي الخليج البعيدة عن شعب إسرائيل والبعيدة كذلك عن أوربا وأمريكا وهو المراد الأول , وبوضع هذا الدرع في المنطقة سوف يثير ذلك مخاوف إيران من دول الخليج التي لا تخفي عداوتها لإيران من الناحية العقائدية ومن ناحية خطرها في تصدير الثورة الإسلامية ( التجربة الإيرانية ) أي خطرها على حكام هذه الدول , وهذه المخاوف التي تُغذى من الدول القوية للاتجاهين تمنع الثقة بين هذه الدول وتجعل أي تحرك ولو كان بهدف سليم إلى مشكلة قد تصل إلى تفجير الوضع الذي هو بالأساس يجلس على رماد تحته الجمر مشتعلا .

إن العالم بجميع قواه لا يرى سوى إيران وخطرها وفي حين جميع الأنظار متجهة إلى إيران تنفذ إسرائيل مخططاتها في تهويد القدس وتهجير أهلها وتزيد الاستيطان وكل ذلك بعيدا عن نظر العالم الذي يرى ويتجاهل ما يحدث بإرادته وبمباركته .